جمعية البترون النسائية اطلقت مؤتمرها السنوي الاول اوغاسابيان: تغييب المرأة عن المجلس النيابي خسارة للمجلس وللبنان وللوطن

نظمت “جمعية البترون النسائية” وبرعاية وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان، مؤتمرها السنوي الاول في جامعة العائلة المقدسة – البترون، تحت عنوان “المرأة في الحياة العامة”، في حضور سفير...

نظمت “جمعية البترون النسائية” وبرعاية وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان، مؤتمرها السنوي الاول في جامعة العائلة المقدسة – البترون، تحت عنوان “المرأة في الحياة العامة”، في حضور سفير دولة قطر علي بن حمد الماري، سفير تونس محمد كريم بودالي، سفير الجزائر احمد بوزيان، ممثلة الوزير جبران باسيل وعقيلته السيدة شانتال السيدة تقلا غلبوني، النواب: بطرس حرب، فادي كرم وسامر سعادة، الوزيرة والنائب السابقة نائلة معوض، ممثل رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع مرشح الحزب عن منطقة البترون الدكتور فادي سعد، ممثل قائد الجيش العقيد الركن ريمون ناصيف، السفير يوسف صدقه، محافظ الشمال رمزي نهرا، القاضي أماني حمدان، المديرة العامة للنفط المهندسة اورور فغالي، المديرة العامة للمواصفات والمقاييس لانا ضرغام، المديرة العامة للاحوال الشخصية سوزان خوري، النقيب الدكتور ريما ابي حيدر ممثلة المدير العام لقوى الامن الداخلي، النقيب لبيب سعد ممثلا المدير العام لامن الدولة، النقيب رنا عصفور ممثلا المدير العام للامن العام، رئيسة المنطقة التربوية في جبل لبنان الدكتورة فيرا زيتوني، رئيسة جامعة راهبات العائلة المقدسة الاخت هيلدا شلالا، رئيسة حزب الخضر ندى زعرور، رئيسة ملتقى المرأة العربية كارمن زغيب، رئيسة فرع الصليب الاحمر اللبناني في البترون كلود الدرزي، رئيسة جمعية أصدقاء رفقا نورما ريشا، رئيس تجمع رجال الاعمال اللبنانيين الفرنسيين انطوان منسى، رئيسة الجمعية مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب والسيدات أعضاء الجمعية، فاعليات سياسية وإجتماعية وثقافية وتربوية ومدعوين

صعب
بعد النشيد الوطني، قدمت الاعلامية يارا حرب للمؤتمر، فكلمة رئيسة الجمعية السيدة صعب، استهلتها مرحبة بالحضور، وشكرت للوزير اوغاسابيان “قبوله رعاية هذا المؤتمر وحضوره شخصيا، وهو الداعم الاول للمرأة ولدورها في المجتمع”.

وقالت: “المرأة في الحياة العامة” عنوان اخترناه ليكون موضوع مؤتمرنا اليوم، هذا المؤتمر هو الاول لجمعيتنا، جمعية البترون النسائية التي تأسست بعلم وخبر في العام 2016.
وايمانا منا بأن هذه اللفتة للمرأة يجب الا تقتصر على يوم واحد سنويا، بل يقتضي ان تكون على مدارها لإنصاف المرأة، اما واختا وزوجة واديبة ومربية وسياسية واعلامية وعالمة وشريكة في بناء المجتمع وتقرير مصيره وبالفوز بما تستحق من حقوق، ودعم تطلعاتها، ورفع الحيف عنها اينما وجد، لتتمكن من آداء دور ريادي في قيادة المجتمعات في الاتجاهات كافة، هذا الدور الذي لا ينافسها فيه احد ولا تستقيم صحة المجتمع ونهضة الامة من دونه. لذلك كانت هذه الجمعية”.

اضافت: “وايمانا منا بأن المرأة تستطيع أن تجمع بين عائلتها ووظيفتها في كل الظروف وأقساها، وتستطيع أن تتحدى الواقع وتنطلق بجرأة وكفاية إلى مواقع القيادة والسلطة، وتمسك بناصية صدارة الإبداع، متجاوزة كل العقد والأوهام الموروثة من عصور الانحطاط، وتثبت أن معيار النجاح هو للموهبة والعلم والإرادة. من هنا نقول إن علينا أن نوفر لهذه المرأة كل الفرص الممكنة لتحقيق ذاتها، بما يحفظ سلامتها وأمنها وحماية قيمها، ويوفر العيش الكريم لها لتتمكن من الاضطلاع بدورها، عضوا فاعلا في بناء المجتمع، ومن حقها ان يكون لها فسحة للترفيه والتثقيف. لذلك كانت هذه الجمعية”.

وتابعت: “الاهتمام بالمرأة وتعزيز دورها في المجتمع مسؤوليتنا جميعا، ونحن مدعوون الى ايجاد الحلول للمشاكل التي تعانيها، وبخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها مجتمعنا، والتي أدت إلى حالات كثيرة من التمزق العائلي والاجتماعي. واسمحوا لي أن أدعو كل امرأة لبنانية إلى أن تثق بنفسها، وأن تنفتح على العلم والمعرفة، وتثابر على عملها لتساهم في النهوض بالمجتمع وتنميته على الصعد الاجتماعية والثقافية والسياسية”.

واشارت الى ان “هدف جمعيتنا، ليس سياسيا، فليطمئن الجميع، بل هو التنمية الثقافية والاجتماعية والدينية في رعية البترون ورفع شأن المرأة البترونية. المرأة ليست ورقة في روزنامة الأيام، بل هي اليوم، وكل يوم. هي العام وكل عام. المرأة ليست كما، بل هي النوع والنبع.
المرأة ليست رقما في لائحة انتخابية أو وظيفية، بل هي ثقافة ذاتية، وقدرات ذاتية، واكتفاء ذاتي. المرأة ليست بديلا أو زيادة عدد يستعان بها لملء الكراسي الفارغة، والمراكز الشاغرة.
المرأة نصف المجتمع ومثال للبذل والعطاء والعطف والحنان والمحبة والتضحية ونكران الذات. حق المرأة لا يستجدى وليس منة من احد، بل يجب ان تنتزعه مهما كان امامها من عقبات، وقد بدأت منذ زمن تتحدى هذا الواقع المأزوم وتحتل المواقع المتقدمة في قيادة المجتمع متجاوزة كل العقد الموروثة من عصور الانحطاط، ومؤكدة ان معيار النجاح والتفوق ليس للجنس وانما للموهبة والعلم والجهد والثقافة. والحق لا يعطى، إنما يكتسب بالعمل والتضحية والثبات. وها نحن اليوم نشارك المرأة في تكريمها من خلال هذا المؤتمر، لان جمعيتنا تهدف الى ترسيخ مكانة المرأة من خلال تمكينها وتنمية مؤهلاتها في العمل الاجتماعي والاداري والقيادي للقيام بدور فعال في مجتمعنا البتروني”.

اضافت صعب: “انطلاقا من تجربتي المتواضعة في هذا المضمار، استطيع ان اؤكد، بل اجزم بأن المرأة قادرة على ان تكون في الصفوف الامامية في كل المجالات والميادين، وان تكون مجلية في ادارة ما يسند اليها من مسؤوليات، لانها تتمتع بقدرة فائقة على العطاء والتضحية.
والادوار المؤهلة للمرأة لا تعطى، بل تؤخذ عن جدارة، وهذا ما نحن مدعوون اليه. لقد انتهى الزمن الذي كانت فيه للمرأة انماط يحددها لها الآخرون، خصوصا بعدما اثبتت جدارتها في تولي المسؤوليات الجسام، واستطاعت ان تتغلب على المفاهيم التي اصبحت من الماضي. فالحاضر والمستقبل لها”.

وتابعت: “المرأة اليوم لم تعد ملحقة، بل اصبحت من اساسيات الحياة السياسية والاقتصادية والعلمية والمهنية، وبرهنت انها حيثما تحل، فهي قادرة على الريادة والتفوق والابداع والقيادة. هذا بعض مما أراه في المرأة اللبنانية عموما والبترونية خصوصا. فعلى الرغم من كل التقدم والنجاحات التي حققتها المرأة لا يزال مجتمعنا اللبناني مجتمعا ذكوريا، بحيث أن هناك من يعتبر بعض المراكز القيادية حكرا على الرجال، وهذا مفهوم خاطىء، لان من يتحمل مسؤولية الأجيال الطالعة قادر على أن يتبوأ أعلى المراكز ويتحمل المسؤولية بكل ثقة وجدارة، والأمثلة على ذلك كثيرة.
ولكن في المقابل على المرأة أن تعزز ثقافتها وتطور معرفتها وتؤمن بقدراتها وأن تعتز بخصوصيتها الانثوية لتصبح الكائن البشري المثالي. انما حذار الانحراف لئلا تخسر اكثر مما تربح” .

وختمت صعب بقول رائع للبابا القديس يوحنا بولس الثاني: “ايتها المرأة يكفيك انك امرأة”. وجددت شكرها للوزير اوغاسابيان لرعايته وحضوره، وشكرت جميع الحضور وادارة جامعة العائلة المقدسة برئاسة الاخت هيلدا شلالا على استضافة المؤتمر متمنية لأعمال المؤتمر النجاح.

خيرالله
ثم كانت كلمة راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، ألقتها رئيسة لجنة المرأة في أبرشية البترون الدكتورة سعاد الطبشي وقالت فيها:
“إنها فرحة ومدعاة رجاء أن نفتتح معكم المؤتمر السنوي الأول لجمعية البترون النسائية بعنوان “المرأة في الحياة العامة”.
وفرحتنا تصبح مضاعفة عندما نعرف أن هذه الجمعية، بتطلعاتها البعيدة، تتابع المسيرة التي بدأناها منذ بضع سنوات مع لجنة المرأة في أبرشية البترون، وفي إطار أعمال المجمع الأبرشي، بهدف تعزيز دور المرأة وتشجيعها على اتخاذ المبادرات الهادفة إلى بناء المجتمع والوطن في كل القطاعات وعلى كل الصعد.
والكنيسة تعترف لها بهذا الدور المهم، بل تشجعها على القيام به في العائلة والكنيسة والحياة العامة.
يقول القديس البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته “كرامة المرأة” (1988): ” إن الوقت قد أوشك، بل حان لتؤدي المرأة رسالتها كاملة. فقد أصبح لها في المجتمع نفوذ وإشعاع وسلطة لم ترق في يوم من الأيام إلى المستوى الذي بلغته اليوم. لذلك نرى في هذا الزمن الذي عرفت فيه البشرية تحولات عميقة، أن النساء المتأثرات بروح الإنجيل يستطعن الاضطلاع بدور كبير في مساعدة البشرية على وقف تدهورها” (عدد 1).
“ولا يسع الكنيسة إلا أن تشكر الثالوث الأقدس على سر المرأة وكل امرأة، وعلى ما ينطوي عليه البعد الأبدي لكرامتها الأنثوية، وعلى عجائب الله التي تتحقق فيها وبواسطتها، عبر تاريخ الأجيال البشرية. وفي النهاية ألم يتم فيها وعبرها أعظم حدث في تاريخ الإنسان على الأرض، ألا وهو صيرورة الله إنسانا؟” (عدد 31).
ويكتب البابا بنديكتوس السادس عشر في إرشاده الرسولي “الكنيسة في الشرق الأوسط” الذي أطلقه من لبنان في 13 أيلول 2012: “أريد أن أؤكد لكل النساء بأن الكنيسة الكاثوليكية، وفي أمانتها للتدبير الإلهي، تعمل على تعزيز الكرامة الشخصية للمرأة ومساواتها بالرجل، في مواجهة أشكال متعددة من التمييز الذي تخضع له لمجرد كونها امرأة. ومن خلال تقدير إسهامهن الخاص في التربية والصحة والعمل الإنساني والحياة الرسولية، أعتقد أن على النساء الالتزام والمشاركة أكثر فأكثر في الحياة العامة والكنسية، وليقدمن إسهامهن الخاص في بناء مجتمع أكثر أخوة، وكنيسة تجعلها الشركة الحقيقية بين المعمدين أكثر جمالا”.

اضافت: “أما قداسة البابا فرنسيس فيقول (في 28/1/2014) أنه “على المرأة أن تلعب دورا أكبر في المجتمع والكنيسة، ولكن من دون أن تضحي بانتباهها الأساسي لأسرتها”. ويسأل: ” كيف يمكن أن توسع المرأة وجودها الفعال في العديد من المجالات في الحياة العامة، وفي عالم العمل والأماكن التي تؤخذ فيها أهم القرارات، وفي الوقت عينه أن تحافظ على وجودها واهتمامها بالعائلة ؟”.
وهذا التساؤل يطرحه أيضا المجمع البطريركي الماروني الذي نقرأ فيه أن ” الأوضاع الجديدة أدت إلى تغيير كبير في واقع المرأة، التي تحولت من العمل في إطار الأسرة والبيت إلى الانطلاق للمشاركة في القطاعات التربوية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، مدفوعة بمقتضيات النمط الجديد وحاجاته، وضرورة تحقيق الذات في ما هو أبعد من حدود المنزل العائلي. وقد أدى هذا الأمر – على إيجابيته بالنسبة إلى المرأة – إلى بعض التراجع على صعيد دور العائلة التربوية، خصوصا من ناحية العلاقة مع الأولاد والحضور الدائم للاصغاء إلى حاجاتهم”. (النص العاشر، العائلة، عدد 29، ص 354).”

وتابعت: “أما على صعيد واقعنا البتروني، فإننا نلاحظ أن حضور المرأة مميز في الحياة العامة وفي الحياة الكنسية. وهنا لا بد أن نثني على الدراسة التي قامت بها لجنة المرأة في أبرشيتنا، وفي أهم خلاصاتها أن المرأة في الحياة العامة هي حاضرة في أعلى مراتب الإدارة العامة، وفي القطاع التربوي بنسبة 77 %، وفي القطاع التمريضي 90% ، وفي القطاع المصرفي 60 %، وفي القطاع التجاري 60 %.
وفي الحياة الكنسية، فهي حاضرة في مشاركتها في الممارسات الدينية بنسبة 75 %، وفي المجالس الرعائية 61 %، وفي اللجان الرعائية 58 %، وفي لجان الوقف 19 %، وفي الأخويات والجمعيات الكنسية 77 %، وفي مؤسسات وجماعات كنسية 22 %.
أما على صعيد العائلة وحضور المرأة فيها، فاننا نلاحظ أن التزامها في الحياة العامة بدأ ربما يؤثر على توازن العائلة والحياة الزوجية وتربية الأولاد.
وذلك ليس لأن المرأة هي السبب، لكن لأن المشاكل الزوجية، ومن إحدى ظاهراتها التعنيف، تزداد حدة وتؤدي في بعض الأحيان إلى الانفصال والطلاق وبطلان الزواج وتفكك العائلة”.

وختمت الطبشي باسم المطران خيرالله: “لا بد لنا إذا من أن نقر بدور المرأة الفاعل والفعال في الحياة العامة. إنها صنع الله، وما صنعه الله لا يمكن لإنسان أن يهمشه أو أن يحجبه، لأن الله وحده هو ولي أمرها، وهو أعطاها ما أعطاها من قدرات وأبرزها أنها تحمل الحياة. هذا من دون أن نغفل دورها في العائلة: إنها الأم والمدبرة والمعلمة والساهرة والمصغية. وبذلك نربح معها التحدي لإنقاذ عائلاتنا وأجيالنا الطالعة من الضياع والروح المادية والاستهلاكية التي تهدد عالمنا.
عسى أن يكون لمؤتمركم صدى إيجابي لهذا النداء ويفضي إلى توصيات عملية توازن بين حضور المرأة في الحياة العامة وحضورها في العائلة”.

اوغاسابيان

أما الوزير اوغاسابيان، فأعرب عن سروره لرعاية المؤتمر وقال: “يشرفني أن أكون بينكم في هذا الصرح الجامعي وفي البترون بالذات، المنطقة العزيزة على قلبي وبدعوة من رئيسة الجمعية السيدة لور سليمان”.
ثم روى قصة فتاة لبنانية تفوقت في الخارج بعد أن نالت شهاداتها العلمية في عمر صغير وفازت بوظيفة عالية بفضل تضحية أم أمية أرملة بذلت الكثير لتقدم لابنتها العلم والثقافة. وقال: “الهدف من هذه القصة هو أن الحياة هي للكفاءات بغض النظر عن الجنس. نعم المستقبل اليوم هو للكفاءة والعلم والقدرة والثقافة والابداع والابتكار خارج إطار الجندرة. وإذا أردنا أن نطور مجتمعنا علينا الخروج من ذهنية التمييز بين الرجل والمراة، وأنا شخصيا لا أؤمن بتوزيع المهام في المنزل وتخصيص البعض منها للرجل والبعض الآخر محصور بالمرأة، لقد انتهينا من هذا الزمن، واليوم المركز والمنصب يكون من نصيب صاحب الكفاءة، وعلينا أن نعرف أن المساواة في كل الواجبات المنزلية ولا شيء يميز بين الرجل والمرأة في المنزل، وهذا واجب وضرورة في سبيل مواكبة التطور والتقدم في دول العالم”.

ولفت الى الهدف من إقرار اجازة الابوة للرجل “لأن الرجل في الولادة هو شريك بالعاطفة والحنان والتدبير، وهو شريك أيضا في عيش هذا الامر العظيم وفي هذه اللحظة التاريخية من تكوين العائلة وبولادة طفل في العائلة، وعليه أن يكون بجانب المرأة فيشعر أنه مسؤول بالمستوى نفسه الذي تشعر به المرأة بالمسؤولية تجاه طفلها المولود”.

اضاف: “أنا لا أتكلم عن نصف المجتمع وعن أعداد في لبنان، بل أتكلم عن نصف الكفاءات الموجودة في لبنان، وعندما نطالب بوجود المرأة في المجلس النيابي، فذلك لأن المجلس بحاجة لأداء مختلف ولتصويت ولابتكار وتنوع وابداع ولأطر جديدة في التشريع ولأسس جديدة في المحاسبة والمساءلة. هذا المجلس النيابي بحاجة لكل ذلك، لكي يكون مجلسا متقدما ومتطورا وقادرا ومنتجا، وهذا المجلس بحاجة للقدرات الموجودة لدى المرأة اللبنانية المغيبة، وفي حال استمر تغييب المرأة عن المجلس النيابي، فيكون ذلك خسارة للمجلس وللبنان وللوطن وليس للمرأة”، داعيا الى “ان نقارب الموضوع من هذا الاطار، فزمن الذهنيات القديمة قد ولى، وها هي المرأة تفوز ب 17 مركزا ديبلوماسيا من اصل 25 مركزا في امتحانات السلك الديبلوماسي، وهذا يدحض كل كلام عن تفوق الرجل على المرأة بالمستوى العلمي، فهناك 71 % من طلاب الجامعة اللبنانية هم اناث وهناك 60% من الاساتذة الجامعيين الذين تتراوح اعمارهم بين 25 و35 عاما في الجامعة اللبنانية من الاناث”.

وتابع: “العالم هو للقدرات، والتمييز بين المرأة والرجل لم يعد موجودا، وسنصل الى وقت نجد فيه المرأة تجتاح النسبة الاكبر من المراكز والمناصب في مجتمعاتنا على المستويات كافة”.

وختم اوغاسابيان: “نحن اصحاب قضية قائمة على الحريات وعلى الديموقراطية وعلى احترام الآخر، ونحن في وزارتنا لدينا العديد من المشاريع وتقدمنا بـ 7 مشاريع قوانين، ومنها مشروع ينص على الأخذ بالاعتبار الاثر الجندري في اي قانون”، لافتا الى أن “هناك 26 % للمرأة في التعيينات والوظائف كافة، واصبح لدينا وزارة كاملة مكتملة بجهازها وكل متطلبات أي وزارة ناشطة، ولدينا موقع ويمكن القول أنه اصبح لدينا وزارة ثابتة فيها كل المعطيات لأن تستمر وتبقى وأصبحنا معروفين في كل دول العالم. وعلينا أن نتعاطى مع المرأة اللبنانية كإنسان احتراما للمبادىء والثوابت والقيم الانسانية، وعلينا الضغط في الاتجاهات كافة وعلى المستويات كافة للتأكيد أن العالم هو للطاقات والكفاءات والقدرات”.

ثم سلمت صعب درعين تذكاريتين للوزير أوغاسابيان وللمطران خيرالله تسلمته الدكتورة الطبشي.

الجلسة الاولى
بعد الافتتاح، عقدت الجلسة الاولى وتمحورت حول “المرأة في السياسة والادارة” وأدارتها المحامية الدكتورة أودين سلوم التي اشارت الى أن “المرأة تخطت الاعتبارات الثقافية، وتمكنت من استكمال مسيرتها التعلمية والاجتماعية وعلى الرغم من النجاح الذي حققته في الادارة، ما زالت مشاركتها محدودة”. ولفتت الى أن “حالة النضج السياسي التي تعيشها المرأة لم تسهم في مشاركتها في الحياة السياسية ولا تزال هذه القضية معقدة”. وشددت على “ضرورة متابعة قضية المرأة وإيلائها اهتماما كبيرا من خلال تعديل القوانين المجحفة بحقها، والتي تكرس عدم المساواة بينها وبين الرجل”.

معوض
ثم كانت مداخلة الوزيرة السابقة معوض، فرأت أن “المرأة هي صاحبة مبادرات وعندما تنوي، يجب ان تلعب الدور الذي تريده، ومن المفترض أن تهتم بالعمل السياسي”، لافتة الى “المساعي التي بذلت لإقرار قانون الكوتا النسائية، لأن المرأة تستطيع أن تنجح، وهناك نساء ناشطات على المستوى السياسي، لأن السياسة هي اقتصاد واجتماع وانماء وبيئة وغيرها”.

ودعت المرأة الى “الانخراط بالمجتمع المدني، والمطلوب عمل جدي للافساح في المجال أمامها لكي تلعب دورها”. وطالبت ب “لجنة نيابية لحقوق المرأة”، ودعت النساء الى “رفع الصوت والنزول الى الشارع للمطالبة بحقوقهن وإقرار قانون الكوتا النسائية”.

واعتبرت أن “كل قضية لا يمكن أن تتحقق من دون حركة وصرخة ومعركة، وعلى النساء خوض المعركة تلو المعركة للوصول الى الهدف المنشود”.

وختمت معوض داعية النساء الى “النزول الى الشارع وإطلاق الصوت وإيصاله حيث يجب أن يصل”.
وشكرت رئيسة الجمعية لور سليمان ونوهت بجهودها على المستويات كافة، وثمنت تضحيات وعطاءات رئيسة الصليب الاحمر في البترون كلود درزي وكل السيدات الناشطات في المجتمع.

الفغالي
وكانت مداخلة المهندسة الفغالي، فعرضت لبعض المعطيات الاحصائية التي قامت بها ادارة الاحصاء المركزي حول مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية.
وقالت: “لا شك ان المرأة اللبنانية هي احد الركنين الأساسيين اللذين يقوم عليهما المجتمع اللبناني. ولا شك أيضا أنه لا يمكن النهوض بهذا المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة والرفاه لأفراده، الا من خلال تعزيز الدور الحقيقي لكل من هذين الركنين الأساسيين:
في المساهمة ببناء المجتمع في مختلف القطاعات الخاصة والعامة والمختلطة.
وعلى سائر الأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية الخ…فهناك العديد من التحديات التي تشكل عائقا يقف في طريق مشاركة المرأة في سوق العمل ليس على الصعيد اللبناني فحسب، بل على الصعيد العالمي وعلى الصعيد العربي أيضا”.

وتحدثت عن العائق الثقافي الاجتماعي والخوف من استقلالية المرأة وحريتها وعن العائق النفسي وصعوبة اثبات الذات وعدم توفر مبدأ تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة.

وختمت عن تجربتها الخاصة في الحياة، وصولا الى تبوئها مركز المدير العام للنفط.

زعرور
وتناولت زعرور أهمية المشاركة السياسية للمرأة وقالت: “المشاركة السياسية هي المشاركة في صنع القرار السياسي والإداري والتحكم في الموارد على المستويات كافة. المشاركة السياسية هي سلوك مباشر او غير مباشر يلعب بمقتضاه الفرد دورا في الحياة السياسية لمجتمعه، بهدف التأثير في عملية صنع القرار، وهي من آليات الديموقراطية في المجتمع، التي تتيح إعادة تركيب بنية المجتمع ونظام السلطة فيه. لذلك هي أساس الديموقراطية وتعبير عن سيادة الشعب، وترتبط المشاركة السياسية بالإهتمام بالشأن العام وبمشاركة المواطنين والمواطنات في إنجازه، وبالتالي فهي تعبير للمواطنة ويجب ان تقوم على الحقوق المتساوية للجماعات وللنساء وللرجال على قدم المساواة وبإمكانية التمتع وممارسة هذه الحقوق”.

اضافت: “ان مشاركة النساء في الحياة السياسية من أهم عناصر العملية الديموقراطية في بلد ما، وهي تعكس طبيعة النظام السياسي والإجتماعي في الدولة، وعليه فإن ضعف الآليات والقوى الديموقراطية في المجتمع، يساهم في تهميش مشاركة المرأة السياسية، كما تقاس درجة نمو المجتمعات بمقدار قدرتها على دمج النساء في قضايا المجتمع العامة والخاصة، وتعزيز قدراتهن للمساهمة في العملية التنموية فيه. ومن الجدير بالذكر بان المجتمعات التقليدية أكثر ميلا للاعتراف بحقوق المرأة السياسية مقارنة بإمكانية اعترافها بحقوق المرأة الإجتماعية والإقتصادية، مما يعني إن هناك إمكانية لوصول المرأة الى مراكز صنع القرار، ولكن قد يترافق مع فرض حصار عليها ليكون وجودها شكليا أكثر مما هو عملي، إذ ما ان تدخل المرأة في الحياة السياسية حتى تبدأ القيود تزداد عليها لتحافظ على منظومة العادات والتقاليد وسطوة المجتمع الذكوري”.

وفي ختام الجلسة قدمت صعب دروعا لمعوض والفغالي وزعرور.

الجلسة الثانية
وبعد استراحة عقدت الجلسة الثانية حول “المرأة في العمل الاجتماعي والتربوي”، وادارتها عميدة كلية التربية في جامعة العائلة المقدسة الدكتورة جوزيان ابي خطار التي رحبت بالمشاركات، وعرفت بمسيرتهن الاجتماعية. ثم تكلمت عن دور المرأة عبر التاريخ، خصوصا ان “المرأة نصف الرجل فهي الام والاخت والزوجة”.

زيتوني
ثم تحدثت رئيسة المنطقة التربوية في جبل لبنان الدكتورة فيرا زيتوني فقالت: “ان المرأة جزء لا يتجزأ من الوطن، فهي القلب والجوهر”.

وتساءلت عن “وضع المرأة ومساواتها مع الرجل في مجتمعنا”، ثم تطرقت الى موضوع “المرأة الفتاة في الجندرة والتربية والادارة”، واعتبرت ان “تحضير الفتاة والمرأة في المجتمع يكون عبر التربية التي تبدأ من المنزل وتستكمل في المدرسة والجامعة.
وقد ثبتت الاحصاءات ان وجود الاناث والذكور متساو تقريبا في المدارس الرسمية والخاصة والمجانية والانروا وقد اثبتت نتائج دورتي 2016و2017 للامتحانات الرسمية في الشهادتين ان الاوائل هم فتيات”.

اضافت: “ان توزيع افراد الهيئتين الادارية والتعليمية هن من النساء، وقد اثبتت المرأة العاملة ذاتها اكثر من المرأة التي لا تعمل، فهي منظمة وتعطي لكل جزء اهميته”.

مذوق
اما الخبيرة في علم الاجتماع الدكتورة ميرنا عبود مذوق فقالت: “ان المرأة يمكنها ان تملأ المكان والزمان، لانها نصف المجتمع، ولانها تستطيع ان تكون في كل الميادين انطلاقا من التقني والاقتصادي والطبي والسياسي، فهي تنطلق من مواهبها التي خصها بها الخالق وهي الحنان، الصمت، الاصغاء والعفة، فمن خلال هذه الخصائص تكون راعية ومدبرة ومؤنسة وحريصة على الاستدامة في الماضي والحاضر والمستقبل”.

اضافت: “ان المرأة مربية في كل الميادين، ودورها ليس محصورا في العمل التربوي والمجتمع، فهي تستطيع تحويل المشاكل الى حلول، من خلال حفاظها على الهوية ودورها في الزواج والعائلة. فالمرأة تسعى للمركز عن معرفة واستراتيجية فتكون منتجة في الاجتماعي، لذلك يجب ان تكون المراكز بالتساوي بين الرجال والنساء، خصوصا ان المرأة شبه مغيبة في الفئات الاولى”.

درزي
اما رئيسة فرع الصليب الاحمر في البترون درزي فقالت: “من اين ابدأ وما عساي اقول، هل ابدأ من المنزل، حيث المرأة هي المربية الاولى للجنس البشري أم ابدأ من اليوم العالمي للمرأة، ونحن على ابواب الثامن من آذار، يوم انتفضت المرأة في العام 1857 مطالبة بتخفيض ساعات العمل. ففي التربية للمرأة دور مهم واساسي يبدأ من البيت برعاية الاولاد باحتضانهم واحاطتهم بعطفها والسهر على راحتهم. وللمرأة دور تربوي آخر يضاهي دورها الاول. اذ ان لسلوكها وادائها دورا مؤثرا في المجتمع وقد صح فيها القول المأثور “اذا اردت ان تتبين اخلاق شعب، فانظر الى وجوه نسائية”.

وفي الختام، اعطت شهادة حياة وغلة حصاد نتيجة جهد ونضال من العمل التطوعي الانساني عملت خلاله في فرع البترون، خصوصا ان مبادئ واهداف الصليب الاحمر اللبناني هي لصون كرامة الانسان.

ثم قدمت رئيسة الجمعية دروعا تذكارية للمشاركات.

التوصيات

وفي ختام المؤتمر، صدرت التوصيات التي اكدت العمل على تمكين المرأة وتوفير الوسائل التعليمية والثقافية والمادية، لتتمكن من المشاركة في القرارات واستخدام الموارد. اي وضع خطط للتنمية تتوزع فيها الموارد والفرص على الجنسين بالتساوي وتكون مشاركتهما فاعلة تخطيطا وتطبيقا وتقديما ومنح النساء الشابات القوة والنفوذ لإحداث التغيير في مجتمعاتهن من خلال بناء الثقة، واحترام وتقدير الاختلافات، ودعم العمل المجتمعي. بالاضافة الى حث السيدات الرائدات على المشاركة في الحياة السياسية من خلال الترشح الى الانتخابات النيابية المقبلة قبل اقفال باب الترشيح.

ووعدت الجمعية في توصياتها باقامة ورشة عمل تهدف الى تشجيع المرأة وحسها كي تتوافر لديها الارادة التي تدفعها الى المشاركة في الحياة السياسية والدخول في دائرة العمل السياسي، من اجل بناء الوطن والسعي الى ترسيخ ثقافة التربية على الديموقراطية في المجتمع وتربية الاجيال الجديدة داخل الاسرة وفي المؤسسات التربوية على المواطنة الحقة، وعدم التمييز بين مواطن وآخر الا وفقا لعنصري الكفاءة والمناقبية

Categories
FeaturedLife Advice
No Comment

Leave a Reply

*

*

RELATED BY