لطالما سمعنا او عايشنا وقائع مفادها أن الأولاد يرغبون دائماً في تجسيد أحداث الأفلام والمسلسلات الكارتونية التي يشاهدونها على التلفاز على أرض الواقع. وهم غالباً ما يتأثّرون بالشخصيات في الحدّة والنفور التي تخلق في نفوسهم حبّ المغامرة وروح الشجاعة، فيتمثلون بها ويلجأون الى تقليدها حتى وان كلّفهم ذلك التعرّض لسلامتهم الشخصيّة. يمكن دور الأهل في هذا الإطار، في الحكم بين تلك المسلسلات التي تنمّي مخيّلة الطفل في الطريق الصحيح، وتلك التي تهدّد أمنه الجسدي والنفسي. المسألة لا تحتاج الى القلق المفرط لكن لا يمكن تجاهلها في الوقت نفسه. من هنا اليكم 4 مسلسلات كرتونية من المستحسن حظرها عن يوميات اولادكم حفاظاً عليهم
• المسلسلات المبنية على اساس القتل والتصفية
هناك فرق بين المسلسلات التي تلقّن الطفل مبدأ القيام بالأعمال الخيّرة ونبذ الشرّ، وتلك التي تصوّر تلك المشهديّة على اساس الموت والقتل والتصفية الجسديّة حتى ولو كان الخاسر هو نفسه الذي يجسّد الشخصية الشريرة في المسلسل.مشاهد العنف مهما كانت تفاصيلها، بيد أنها تكسب الطفل خصالًا اجرامية وتحرّضه على اختبار هذه الممارسات مع محيطه العائلي. ويُفضّل الاستعاضة عن هذه المسلسلات بتلك المبنية على أساس الحكمة من القصّة حيث النهاية ترسم نهاية الشرّ ولكن وفق معايير سلمية.
• المسلسلات المخصّصة لفئة عمريّة محدّدة
كأن ينخرط الذكور في متابعة المسلسلات الخاصّة بالفتيات أو العكس، أو يحبّذون مشاهدة نمط معيّن من الأحداث التي لا تتناسب وفئتهم العمريّة. على سبيل المثال أن يفضّل أبناء الثماني سنوات مشاهدة مسلسلات مخصّصة للمراهقين أو العكس. هذا ما يؤدّي عادةً الى مشاكل على صعيد النمو الفكري أو التنشئة الصحيحة، فيضيع الولد بين ما يشاهده ويكتسبه وما يجب أن يطلع عليه فعلاً من معلومات. فالذكور الذين يشاهدون برامج خاصّة بالفتيات عادةً ما يكتسبون خصالًا أنثويّة تماماً كالذين يقتنون دمى مخصّصة للبنات
• مسلسلات الخيال العلمي المبالغ فيها
ليس من الخطأ أن يشاهد الطفل أحداثًا مبنية على الخيال، لأن ذلك يساهم في تنمية قدراته الشخصية على الابتكار. لكن حين تصل درجة المبالغة في المسلسل الى حدٍّ ينفصل فيه عن العالم المحسوس، من الضروري الانسحاب من مشاهدته لأن التأثّر الكبير به قد يجعل الولد يعيش ضمن أفكارٍ انعزالية لا يشاركه بها محيطه. وعلى الأهل هنا متابعة أولادهم وفصل العالمين الخيالي والواقعي عن بعضهما
• المسلسلات الصاخبة بالمؤثّرات الصوتية والشكليّة
كلّما كان المسلسل الكرتونيّ مبنيّاً على الهدوء والصور المستقرّة والمؤثّرات الصوتية المعتدلة كلّما كان ذلك ايجابياً بالنسبة لتنشئة الأولاد. فالصراخ والسرعة في الأحداث كلّها عوامل تؤدي الى اكتساب الولد عناصر ومزايا فوضويّة وسلبية تستقر في سلوكه الشخصي ومن الصعب محوها بسهولة، خصوصاً اذا ما كان التلفاز هو العنصر الأقرب للطفل من أي شيء آخر